الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

بسوح المستقبل

عبد الرحمن ولد بون
بعد عام ونيف أمر على ربعها فيكتنفني هول المشهد ، ملامحها أجنت ، وهيئتها تَبَدَّلَت ، على بابها هبوة بعد ارتقاءٌ  ، وأسى بعد حُبور :
وَأَضْحتْ رُسُومُ الدَّارِ قَفْرًا كَأَنَّهَا **  كِتَابٌ تَلَاهُ الْبَاهِلِيُّ بْنُ أَصْمَعَا
فوقفت أتمعن في ذالك الباب المغطى بالنقع ، أتذكر أياما سالفة ، وليالي خالية ،
لا أزال أستذكر تلك الليلة التي التقيت فيها علمها ونجمها الساطع الشيخ الددو ، وهو يطرق ذالك الباب الذي اغبر من بعده ، ولا أنسى ذالك اليوم الذي قدمت فيه إلى الجمعية ، فصليت فيها الظهر خلف شيخنا الددو ـ حفظه الله ـ وكنت عاشر عشرة ، فلما انقضت الصلاة نظرت أمامي فإذا الشيخ الددو ، وعن يميني فإذا كواكب أخرى ( محفوظ ولد ابراهيم فال وأحمدجدو ولد أحمد باهي ....) وعن يميني فإذا الشيخ محمديسلم ولد محفوظ وكوكبة من خيار العلماء ، وعن خلفي فإذا البقية عمال الجمعية ، والقائمين عليها ،  فأخذتني الدهشة ، وتفاجئت ، كيف ساقني الله إلى هذا الغيث العميم ... ؟
ثم غشيني الفضول فسائلتها :
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني **  كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه.
أبعد دعوتك الشارد ، وإعانتك الوارد ، تنسج العنكبوت على بابك بيتها  ؟
ومحياك الذي طالما بش في زواره ، تبدل اكفهرارا واستدماعا ؟
أين تلك الليالي المقمرة ، التي ملأت فيها القلوب إيمانا ، وزدت المحسنين فيها إحسانا ، ؟
أين أعلامك الذين أفعموك برا ووفاء وإخلاصا ؟
فكان  ردها الوديع يشعل القلب حرقة وحرارة ،
كم منظمة وجمعية نادت بالتفرقة والانسلاخ من القيم والدين ، فأجلت ، وأغدقت عليها العطايا والهدايا ،
أين الحظر من الهيئات التنصيرية التي اجتاحت وطننا " الجمهورية الاسلامية " ؟
أين المنع من منظمات التشيع التي تصول وتجول كيف شاءت ومتى شاءت في شنقيط السنية ؟
وبباعث " التأثير المفزع" والقرارات المرتجلة يتخذون قرارا بمنع المشتاقين من روضتهم ، والصائمين من مقرهم ، ومقام تعلمهم :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ** إن كان في القلب إسلام وإيمان
نظرت إليها نظرة مكلوم مفجوع ، بلغ فيه الكلام مبلغه ، ثم ما كان إلا أن :
أطرق الرأس ودمعي ساكب ** من رؤاهـا وتجاهلـت الـسـؤالا
"
بسوح المستقبل | السراج الإخباري

هناك تعليق واحد: