الجمعة، 14 أغسطس 2015

وُغُول التطرف.....( رأي حر )

أحمدو بن مباركو
تغلغل التطرف .. وامتهان لغة القذع والتنابز .. بشكل خادش ومقرف، قائم على أساس العرق واللون.. يستدعي -وبأمر ملح وصارم- تدخل الدولة ، للقضاء على مثل هذه الظواهر ووأد كافة الأفكار والتصورات المغذية والمروجة لها، حتى يتسنى لوطننا أن ينهض وينفض غبار التخلف والرواسب الفارطة ، التي يريد الكثير من أبناء شعبنا للاسف أن تبقى الدولة مكبلة بها وحجر عثرة يعيق حركتها وبناءها على مختلف الأصعدة.
نعم كان هناك ظلم وغبن وتمييز استهدف بعض الشرائح الوطنية في هذه الربوع ، لكن الدولة لم تدره ولم يحدث في سلطانها الزماني ، وإنما سبق وجودها بكثير من الحقب والأزمان ، ومنذ بزوغ فجر الدولة إلى يوم الناس هذا وهي تحارب وتقارع تلك الممارسات، وما أنتجته وخلفته من حيف وقهر يندى له الجبين وينشطر له الفؤاد، ولم يحدث أن وقع في عهد الدولة أي تمييز ضد أي من مكونات الشعب سواء من الناحية النظرية على مستوى القوانين والنظم والتدابير المختلفة ،أومن الناحية العملية فيما يتعلق بممارسات الدولة كالمساوات في إمكانية النفاذ إلى جميع الخدمات العمومية التي تقدمها الدولة ، والاستفادة من كافة الحقوق الوطنية الاصلية للمواطن كحق التعليم والصحة والامن والقضاء والانتخاب والترشح والوظيفة ..إلى غير ذلك من توفير الخدمات وبسط الحقوق دون تمييز أو إقصاء.. ناهيك عن التمييز الإجابي الذي نهجته الدولة مؤخرا، لصالح أعداد غير قليلة من ضحايا تلك الممارسات البائدة ، وقد عبرو عن غبطتهم وامتنانهم لهذا النهج وعن كونه ساهم كثيرا في التغلب على بعض المشاكل التي طالما عانو من قسوتها ..
مجمل القول أننا مهما بلغنا من تباعد في الطرح واختلاف في المواقف .. يجب أن لا نقحم الدولة في صراعاتنا الضيقة الفتاكة ، ويجب على الدولة كذلك أن تلجم جماح هذه الدعوات النشاز، وأنا موقن تمام اليقين أنه مازال بإمكاننا أن نتصالح ونتوحد ونبتعد عن التصادم ونتجنب الاحتراب ..هذا فقط إذا وضعنا المصلحة العليا للبلد نصب أعيننا ولم ننجرف أمام دعاة الفتنة وتجار المصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق