الاثنين، 2 نوفمبر 2015

ما كان هذا منهجنا ولن يكون ( رأي )

 عبدالرحمن ولد بون

الوسطية والاعتدال في الدين لا يعنيان التساهل ، واقتراف المحرمات  ، وترك تغيير المنكرات ، فهناك وسطية وهناك غلو في الوسطية ،
وما كان ترك المنكر دون تغيير منهجنا ولن يكون ، خاصة إذا كان ذلك المنكر يحمل في طياته التفرقة بين المجتمع الواحد ، الذي لم يشهد في تاريخه انفصاما قبل تولي محمد ولد الشيخ عبدالله زمام الطريقة ، فحذر ووعد وأوعد ،
ـ حذر من الاقتراب أو الاستماع ممن يسميهم " المنكرين " بل بلغ به الأمر أن أرسل رسالة بخط يده ، وجهها لأحد سياسيينا على خلفية ضيافة قام بها الأخير لجماعته السياسية ، الذين من ضمنهم من يخالفه الطريقة ، فقال في نص الرسالة المتداولة : ( لا يأكلْ طعامك أعداء الله المقنعين )
ـ وأوعد من يقترب منهم أو من يدعوا لوالديه إذا كانا منهم أو زيارتهما بعد موتهما بالنكال والوبال ،
ـ ووعد من يلتزم دعوته لنشر الكراهية والفرقة بالأجر الكثير والخير الوفير ،
ففاحت رائحة الكراهية من قبله ، وتزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، وترتفع وتيرتها كل سنة في ما يعرف تقليديا ب"الندوية"
حتى اضطر الدكتور ـ المحترم ـ محمد حبيب الله ولد عبدو لإبداء رأيه ورفض استضافة الشيخ لما يعتري الحادثة من استفزاز للمشاعر ، وانتهاك للفضيلة ، وخلاف بين المجتمع
فرفع شكوى للسلطات المعنية ضد زيارة الشيخ ، حرصا منه على بقاء أفراد المجتمع إخوة في الإسلام وفي القبيلة وفي الإنسانية ، وتماسكه وتعاضده ، ـ كما كان قبل تولي الشيخ الخلافة ـ
إلا أن محاولاته ونصائحه وتحذيره من تفاقم الوضع وخروجه عن السيطرة لم تجد اعتناء من السلطات المعنية ، ولا اهتماما بالقضية
فكان لسان حال الدكتور محمد حبيب الله يرد على السلطات بالقول ( قد أعذر من أنذر )
( ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين )
تأزم الوضع وبقي الحال على ما هو عليه فانتدبت أنا بدوري وإخوة معي للإحتجاج على زيارة الشيخ ، بطريقة قانونية ــ حسب وجهة نظرنا ــ
قد تكون أكثر صرامة من الشكوى التي قبلها ،
وذلك لأننا وجدنا أن الشكوى لم تحرك ساكنا .
فكتبنا شعارات  تطالبه بالرحيل قبل أن يفسد ما بيننا من إخاء ومودة ورحمة ، ولكننا وُوجهنا بشكوى من إخواننا ، فلهم العذر في شكواهم ، ولنا العذر في احتجاجنا
وما كان نشر الفتنة منهجنا ولن يكون
عبدالرحمن ولد بون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق