الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الشيخ القارئ: المحمودلله بن سيديا ـ رحمه الله ـ ( نافذة تاريخ وأدب )



جوانب من حياته (رحمه الله )
 بقلم الأستاذ/ حبيبنا ولد حيبللا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وبعد فإننا نؤمن بقدسية كلام الله تعالى وشرفه وفضليته على سائر الكلام وعليه فإن حملة القرآن أهل الله وخاصته
وجاء عن نبينا الأواه = حملة القرآن أهل الله
وكذلك فإن تبجيلهم وذكر مآثرهم والوقوف عند النقاط المضيئة من حياتهم أمور مرغب فيها.
فنحن اليوم أمام قامة شامخة من قراء القرآن العظيم طال عمره وحسن عمله وختم بخير ، ذلكم هو المحمودلله/سيديا 
ولد الرجل قرابة 1918م ، الموافق 1336هـ في منطقة ألاك
أهله يجلون القرآن ويجتهدون في تحصيله فتعلم صاحبنا كتاب الله وعلمه وهكذا درس في محاظر قومه والمحاظر المجاورة لهم ، ويبدو أنه حصل على الإجازة وهو في ريعان شبابه على يد شيخه الحاج بن سيدي الامين الحجاجي
إذ يصدق فيه ما قيل في الشيخ سعدبوه بن الشيخ محمد فاضل : نال ما نال في صباه
وهكذا جلس المحمود لله _ كما يقول الرواة للتدريس وله من العمر سبع عشرة سنة وبدأ صناعة الأجيال يقرئ القرءان على نهج الإتقان فكان طلابه يتميزون عن غيرهم بتجويد ونبرة قل نظيرها في المنطقة ممتثلا في قوله صلى الله عليه وسلم : (زينوا القران بأصواتكم ) وقوله: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) جمعنا الله وإياه يوم القيامة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت امين.
فمما سمعنا عن هذا الشيخ أنه من منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وهو يخرج أجيال الحفاظ المتقنين .
يبتغي بذلك وجه الله تعالى ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى لقي ربه يوم 19 شتنبر 2002م عن عمر بلغ الرابعة والثمانين سنة .
لم يكن المحمودلله ذلك المدرس المشغول بمهنته عن الشأن العام فقد كان رحمه الله تعالى مهتما بالأمور العامة شغوفا بمنافع العموم في حله وترحاله ، من إعمار المساجد بل من بناءها ، يرتادها في البرد والحر ، فكان عليه رحمة الله رجل دين ومروءة شهد له القاصي والداني بذلك .
غصت محظرته بالطلاب من قومه وذاع صيتها حتى غدت قبلة للطلاب يؤمونها من العاصمة انواكشوط يحصلون على القرآن ويتعلمون الأخلاق والمثل المستمدة من الشرع .
خلَّف وراءه القرآن محفوظا في صدور أعداد كبيرة من الرجال كما أنه استنسخ المصحف الشريف مرات ونظم بعض متشابه القرآن وله رسائل قيمة .
مالت نفسه إلى الديار المقدسة فأدى فريضة الحج قبل موته بعامين فكان ذلك ختاما مسكا لمن تجاوز الثمانين خادما لكتاب الله ـ عز وجل ـ . وبذلك طويت صفحات مضيئة من التاريخ الثقافي والديني لهذا البلد، رحمه الله برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
عزاؤنا فيه أن ما زالت محظرته قائمة ، رحم الله  السلف وبارك في الخلف

2ـ محظرته
رؤوس أقلام
من تأليف الأستاذ: الشيباني بن محمد اشفاغ
ص:184
من أشهر محاظر الوقت في أغشوركيت محظرة المحمود لله بن سيديا ،القارئ الجواد الساهر على العبادة والمصلحة العامة ، المكرم للجيران ، شيخي في البداية ، محظرته في أغشوركيت ، وكان لصاحبها امتياز بجودة تحفيظ القرآن الكريم وآدابه ورسمه وضبطه من مرحلة ابتداء الطالب إلى نهاية حفظه ، ولقد تصدر عليه عدد من قبيلة اسماسيد والعلويين فضلا عن مجموعته ، وما زال كذلك دائبا على التدريس وكثرة الخطى إلى المساجد ، ولقد نسخ مصحفين بضبط ورش وقالون ـ أطال الله عمره ـ
أخذ إجازته في القرآن بالروايتين على شيخه الحاج بن سيدي الامين الحجاجي الدوامين
مرثية
للأديب: محمد الأمين ولد محمد أشفاغ
في رحمة الله يمضي سيد الفضلا ** وسيد الحلما وسيد النبلا
وسيد الكرما وسيد الحكما ** وسيد النبها وسيد العقلا
محمود لله كان الكل يعرفه ** قاد المحامد والأخلاق والمثلا
من يا ترى للعلا من بعد رحلته ** للحق من ياترى والعلم والعملا
من يا ترى لكتاب الله يدرسه ** من يا ترى لقرى ضيف إذا نزلا
من يا ترى لكتاب الله يقرؤه ** في سدفة الليل لا يبغي به بدلا
ومن لمشكلة يحل حين دهت ** ومن يرد إذا ما سائل سألا
مظاهر النقص لم يعرف بها أبدا ** لكنه في ذرى العلياء كابن جلا
إن كان ودعنا إذ موته حضرت ** عزاؤنا بعد أبناؤها الفضلا
رباه وسع له في القبر منزلة ** ونورنه له وهب له النزلا
وصل رب على خير الورى نسبا ** وآله خير من أسدى ومن بذلا
"

إعداد وتقديم : شاب أغشوركيت/ مدير مجموعة شباب أغشوركيت
اعتمادا على إمام الجامع : محمدمحفوظ بن سيديا ( حفظه الله )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق